ثورة تكنولوجية جديدة تكشف قدرة الذكاء الاصطناعي على اكتشاف الكذب

تتطور أنظمة الذكاء الاصطناعي بشكل مستمر، حيث تكتسب مهارات بشرية تمكنها من محاكاة سلوكيات البشر في مجالات متعددة، حتى أصبحت قادرة على التفاعل الاجتماعي والتواصل مع الأشخاص. ولكن، هل يمكن لهذه الأنظمة تحديد ما إذا كان شخص ما يتحدث بصدق أم أنه يكذب؟

القدرة على كشف الكذب بواسطة الذكاء الاصطناعي

قام باحثون من جامعتي ميشيغان وأوكلاهوما الأمريكيتين بدراسة تهدف إلى قياس قدرة الذكاء الاصطناعي على فهم النفس البشرية من خلال استخدام تقنيات حديثة كأداة لكشف الكذب.

شملت الدراسة، التي نُشرت في الدورية العلمية «Journal of Communication»، 12 تجربة شارك فيها أكثر من 19 شخصًا. هدفت هذه التجارب إلى دراسة قدرة شخصيات الذكاء الاصطناعي على كشف الخداع والتمييز بين الحقيقة والكذب عند البشر.

قال ديفيد ماركويتز، الأستاذ في قسم الاتصالات بجامعة ولاية ميشيغان، والمؤلف الرئيسي للدراسة، إن هذا البحث يسعى إلى فهم كيف يمكن للذكاء الاصطناعي المساعدة في كشف الخداع من خلال محاكاة السلوك البشري، كما يحذر المتخصصين من الاعتماد على نماذج لغوية كبيرة في كشف الكذب.

نظرية الحقيقة الافتراضية

اعتمد الباحثون على نظرية الحقيقة الافتراضية «TDT»، التي تفيد بأن الناس عادةً ما يكونون صادقين، وأن لدينا ميلًا لتصديق الآخرين. ساعدت هذه النظرية الباحثين في مقارنة سلوك الذكاء الاصطناعي بسلوك البشر في مواقف مشابهة. وأكد ماركويتز: “يميل البشر بشكل طبيعي إلى تصديق الحقيقة – نحن نفترض عامة أن الآخرين صادقون، بغض النظر عن واقع الأمر.”

تحليل أداء الذكاء الاصطناعي

استخدم الباحثون منصة Viewpoints لأبحاث الذكاء الاصطناعي لتقييم الوسائط السمعية البصرية أو السمعية فقط. وقد طلبوا من الذكاء الاصطناعي تحديد ما إذا كان الشخص يكذب أم لا، مع تقديم مبررات لذلك. تم تقييم متغيرات مختلفة، مثل نوع الوسائط والخلفيات السياقية والمعلومات التي تساعد في تفسير الحالات.

أشار ماركويتز إلى أن النتائج أظهرت أن أداء الذكاء الاصطناعي في كشف الكذب لا يعكس الأداء البشري، مما يعني أن “الطابع الإنساني” يمثل حافة قد يصعب تجاوزها في تطبيق نظريات كشف الخداع على الأنظمة الذكية.

نتائج الدراسة

خلصت الدراسة إلى أن قدرة الذكاء الاصطناعي على اكتشاف الكذب لم تصل إلى مستوى النتائج التي حققها البشر، مما يبرز أهمية الحس الإنساني في هذه العملية. كما أشارت الدراسة إلى أن استخدام الذكاء الاصطناعي لهذه الغاية قد يبدو نزيهًا ومحايدًا، لكن يجب أن تحقق هذه التقنية تقدمًا ملموسًا قبل الاعتماد عليها في كشف الخداع.