أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي، فجر اليوم، زيارة تفقدية للأكاديمية العسكرية المصرية في العاصمة الإدارية الجديدة، حيث استقبله الفريق أشرف زاهر، مدير الأكاديمية.
زيارة الرئيس واللقاء مع الطلاب
قال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية إن السيد الرئيس بدأ جولته بأداء صلاة الفجر مع طلاب الأكاديمية، تلاها لقاء مباشر معهم، أعرب خلاله عن تقديره الكبير لقيادات الأكاديمية وأعضاء هيئة التدريس والطلاب. وأكد أن الأكاديمية لم تعد مجرد مصنع لتخريج الرجال، بل أصبحت منارة لإعداد الرجال والسيدات، وبناء شخصية مصرية متوازنة قادرة على مواجهة تحديات العصر في مختلف مؤسسات الدولة. وقد أشاد بالدورات التي تقدمها الأكاديمية للكوادر المدنية، وأهمية برامجها التدريبية والتعليمية في جميع التخصصات.
استقرار الوضع الداخلي في مصر
أوضح السيد الرئيس أن مصر تنعم باستقرار داخلي، مؤكداً أن سياسة الدولة القائمة على الصراحة والمصداقية أثبتت فعاليتها خلال السنوات العشر الماضية. كما أشار إلى أن مصر واجهت تحديات أمنية كبيرة على مدار العقد الماضي، لكنها استطاعت التغلب عليها، وواصلت تحقيق تقدم ملموس رغم الظروف الإقليمية الصعبة. وأوضح أن الظروف الجيوسياسية، بما في ذلك الصراع في قطاع غزة، أثرت سلبًا على عائدات قناة السويس، ولكن مسار الإصلاح الاقتصادي مستمر. دعا الشعب المصري لمواصلة التضامن والتكاتف لتجاوز الصعوبات وتحقيق التنمية المنشودة. كما أبدى اهتمامه بالتقدم العلمي، مشيراً إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي ليست شراً بطبيعتها، بل يتوقف أثرها على كيفية استخدامها؛ فهي أداة مفيدة إن تم توظيفها بشكل صحيح، لكنها قد تُستخدم لترويج الشائعات وهدم المعنويات، وهذا ما يواجهه الشعب المصري بوعي وإدراك متزايد.
التحديات العربية والجهود المصرية
فيما يتعلق بالشأن الخارجي، أكد السيد الرئيس أن المنطقة العربية تعيش ظروفاً استثنائية منذ عام 2011، وليس فقط منذ أحداث 7 أكتوبر 2023، مما يبرز صحة السياسات المصرية المبنية على التوازن، عدم التدخل، واحترام سيادة الدول. حذر السيادة من محاولات نشر الفرقة بين الشعوب العربية عبر وسائل الإعلام، مشدداً على قوة العلاقات المصرية مع الدول العربية الشقيقة وضرورة تجاوز الخلافات من أجل وحدة الصف العربي. وأكد أن الأمن العربي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بمصر، وأن أي تدخل خارجي يسعى لزعزعة استقرار الدول العربية يعتبر تهديداً.
الوضع في قطاع غزة
أما عن الوضع في قطاع غزة، فقد أشار السيد الرئيس إلى أن مصر بذلت جهودًا كبيرة منذ عام 2007 لتجنب التصعيد، مدركة أن الشعب الفلسطيني هو من يدفع ثمن أي مواجهة. أوضح أن الدمار الحالي في غزة هو غير مسبوق، وأن الدولة المصرية تعمل جاهدة على وقف الحرب وتوصيل المساعدات الإنسانية، والتعاون لإطلاق سراح الرهائن والأسرى، رغم الحملات الإعلامية التي تسعى لتشويه دور مصر المحوري.
ختام الجولة وتقدير دور الأسر
أشار السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، إلى أن الرئيس تابع الطابور الصباحي للياقة البدنية لطلاب الأكاديمية، حيث أثنى على المستوى العالي للياقة البدنية والثقة بالنفس الذي يتمتع به الطلاب، والذي ظهر جليًا في أدائهم خلال التدريبات. كما شارك السيد الرئيس الطلاب في تناول وجبة الإفطار وتبادل الحوار معهم، مشددًا على أهمية الالتزام في التدريب والتحصيل العلمي، وضرورة الوعي بالظروف المحلية والأزمات الإقليمية والتطورات الدولية.
اختتم السيد الرئيس الجولة التفقدية متمنياً التوفيق والنجاح لطلاب الأكاديمية العسكرية، معربًا عن شكره وامتنانه لأسرهم تقديراً لدورهم في إعداد جيل واعٍ ومؤهل لحمل رسالة الوطن، والمضي نحو مستقبل أكثر أمناً واستقراراً.
