أهمية فهم الفارق بين القائمة النسبية والمطلقة في النظام الانتخابي

أكد الدكتور أيمن السيد عبدالوهاب، مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن الانتخابات المصرية الحالية تشكل تمرينًا سياسيًا يغلب عليه الأهمية، مما يستدعي تحليلًا معمقًا لتعزيز العمل الحزبي والنهوض بالحياة السياسية في مصر.
اختيار النظام الانتخابي
في مداخلة هاتفية مع الإعلامي حمدي رزق خلال تغطية خاصة لانتخابات مجلس الشيوخ على قناة ‘صدى البلد’، أشار عبدالوهاب إلى أنه لا ينبغي اختيار النظام الانتخابي بمعزل عن السياق السياسي والاجتماعي الذي تمر به البلاد. وأكد أن النظام الأنسب هو الذي يحقق أهداف المرحلة ويعكس طبيعة التكوين المجتمعي والسياسي.
مزايا وعيوب النظم الانتخابية
تحدث عبدالوهاب عن المزايا الموجودة في النظام النسبي، لكنه أشار إلى التحديات المرتبطة بالكوْتات الدستورية في مصر، مبينًا أن القائمة المغلقة تتناسب أكثر مع واقعنا الحالي.
دعم الثقافة الحزبية
كما شدد على وجود أزمة حقيقية في الثقافة الحزبية والبنية التنظيمية للأحزاب، مما يتطلب تعزيز الجهود لبناء كوادر حزبية وتطوير خطاب سياسي يعبر عن أولويات المواطنين. ولفت إلى أن الانتخابات وحدها لا تكفي لإنشاء حياة ديمقراطية إلا إذا كانت جزءًا من عملية سياسية شاملة.
فاعلية الأحزاب وتأثيرها
وأوضح أن مصر لا تعاني من نقص في عدد الأحزاب، لكنها تواجه ضعفًا في فعاليتها وتأثيرها المجتمعي. ويجب أن ينصب التركيز على تكوين تكتلات حزبية كبرى تعكس التيارات الفكرية والسياسية المختلفة، وتحمل برامج انتخابية واضحة.
تأثير العوامل الاجتماعية
ردًا على سؤال حول أفضلية النظام الفردي بالنسبة للشارع المصري، اعتبر عبدالوهاب أن العوامل الاجتماعية التقليدية، مثل القبلية والعائلية، لا تزال تلعب دورًا أكبر من البرامج والخطابات السياسية في توجيه اختيارات الناخبين. وهذا يستلزم إعادة بناء الوعي السياسي لدى المواطنين.
التحديات الحالية
أشار أيضًا إلى أن هناك تحديات تتمثل في غياب الرموز السياسية البارزة وضعف التجربة الحزبية الحالية، مؤكدًا أن الدولة بدأت فعلاً في تأسيس مدرسة سياسية جديدة من خلال مبادرات مثل ‘تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين’ و’الأكاديمية الوطنية للتدريب’.