الإخوان ومحاولاتهم لتحويل الأزهر إلى مركز فكري خاص بهم فيديو يجيب عنه عبد الغني هندي

أكد الدكتور عبد الغني هندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن ما يُشاع عن اختراق الجماعات المتطرفة للمؤسسة الأزهرية هو أمر مبالغ فيه. حيث أوضح أن أعدادهم كانت قليلة لكنها كانت منظمة، لافتًا إلى أن الدولة قد منحتهم سابقًا حرية الحركة داخل مؤسسات الأزهر، قبل أن تتخذ لاحقًا إجراءات لمواجهتهم.
الحقبة التاريخية من 2011 إلى 2013
أشار هندي خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق في برنامج “نظرة” عبر بوابة البلد، إلى أن الفترة من 2011 إلى 2013 كانت مفصلية وكاشفة لطبيعة تلك الجماعات. فقد حاول رموز مثل صلاح سلطان وجمال عبدالستار إقصاء الإمام الأكبر، وتم تهميشه حتى في المناسبات الرسمية، مثل جلسة أداء اليمين للرئيس الأسبق محمد مرسي، حيث جلس شيخ الأزهر في الصف الثالث، بينما احتل قياديون من جماعة “الإخوان” الصفوف الأولى.
خطة التمكين واختطاف الأزهر
كشفت تلك الحقبة بوضوح كيف كانت التنظيمات تسعى لاختطاف الأزهر وتحويله إلى مركز فكري تابع لهم. وهو ما تم رصده في “خطة التمكين” الخاصة بالجماعة، التي تضمنت بندًا بعنوان: “احتواء الأزهر ثم اختطافه”.
ضرورة المراجعة والتصدي
شدد هندي على أهمية التحصين ضد تكرار تلك التجربة، من خلال مراجعة مؤلفات الأساتذة المنتمين فكريًا لهذه الجماعات. وأوضح أن بعض هؤلاء الأساتذة لم يعودوا يعملون في الجامعات، لكن كتبهم لا تزال متداولة. وأعطى مثالاً بشخصيات لم تدرس في الأزهر مثل محمد حسان، والتي نُسبت لها أدوار تعليمية في كليات دعوة بالخارج خلال تلك الفترة.
استقلالية الأزهر بعد 2013
قال الدكتور عبد الغني هندي أن الدولة منذ عام 2013 بدأت بالفعل في الحفاظ على استقلالية الأزهر ومكانته. فقد كانت المؤسسة تُطلق عليها سابقًا “جماعة الفقراء” بسبب ضعف الميزانيات، مما أتاح للجمعيات والتنظيمات اختراقها.
التعاون الوطني والمواجهة
كما أشار إلى أن مؤسسات مثل وزارة الأوقاف كانت مستهدفة أيضًا. وأشاد بدور الأزهريين الذين شاركوا في المواجهة الشعبية ضد هذه التنظيمات بالتعاون مع الأقباط، خاصة في مشاهد الوحدة الوطنية بعد أحداث 2013.
الأزهر كمنارة للعلم
اختتم هندي حديثه بالتأكيد على أن الأزهر ليس مؤسسة دينية فقط كما هو مفهوم في السياق الغربي، بل هو مؤسسة علمية إسلامية رائدة تُعنى بالتراث والعلم. فقد تخرج منه علماء في جميع التخصصات، بدءًا من الفلك وصولًا إلى الطب، مؤكدًا أن بعض رموزه التاريخية كانوا روادًا علميين قبل قرون من ظهور التصنيفات الأكاديمية الحديثة.