أكدت الدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي، أن الإعلامية آية عبد الرحمن ليست مجرد صوت، وأن الدعوات لاستبدالها برجل في تقديم برنامج “دولة التلاوة” تغفل جوهر دورها المهني ورسالة البرنامج. وأضافت أن آية ليست مجرد مذيعة، بل تمثل واجهة ثقافية مهمة للبرنامج، وقد أثبتت كفاءة استثنائية تجعلها الخيار الأمثل.
كفاءة البرنامج وتأثيره
وأشارت مرسي إلى أن الكفاءة المهنية والنوعية للبرنامج مهمة، حيث يعد منصة لعرض فن التلاوة والمنافسة الاحترافية. يجب أن يستند التقييم إلى الكفاءة المهنية للتقديم، وليس إلى جنس المقدم. وقد نجحت آية في تقديم محتوى ديني وشرعي بأسلوب رصين وهادئ، وهو ما نال إشادة كبيرة من المشاهدين.
الطابع الفني والإدارة الاحترافية
وأوضحت أن برنامج “دولة التلاوة” ليس برنامج وعظ تقليدي، بل هو مسابقة تلفزيونية ذات طابع فني وفورمات عالمي يعتمد على التحكيم الدقيق والإدارة الاحترافية. تضمن آية عبد الرحمن، التي تتمتع بكفاءة إعلامية، دقة إدارة هذه الفورمات وتحافظ على التوازن بين هيبة القرآن الكريم وجاذبية التنافس.
أهمية المرأة في الإعلام الديني
كما أكدت مرسي على أن وجود سيدة مؤثرة وذات كفاءة في تقديم محتوى قرآني يمثل رسالة قوية تدعم دور المرأة المصرية والعربية في الحفاظ على التراث الديني والثقافي، وكسر الصور النمطية القديمة.
نماذج رائدة من النساء في الإعلام الديني
وأشارت إلى أن مصر شهدت رائدات في الإعلام الديني مثل الدكتورة هاجر سعد الدين، التي كانت أول سيدة تترأس إذاعة القرآن الكريم، والإعلامية كاريمان حمزة، التي قدمت برامج ذات تأثير كبير. وقد أسست كلتاهما نموذجًا للكفاءة المهنية والمصداقية العلمية للمرأة في الحقل الديني.
التاريخ المصري ودور “الشيخات”
وأوضحت مرسي أن تاريخ مصر يبرز وجود “الشيخات” اللاتي نافسن الرجال في محافل التلاوة، ومن أبرزهن الشيخة منيرة عبده والشيخة كريمة العدلية، اللتان سجلتا أسماءهن في سجلات الإذاعات المحلية.
دعوة لتطوير البرنامج
في نفس السياق التاريخي، تذكرت مرسي أن كوكب الشرق، أم كلثوم، كانت تستهل بعض سهراتها بتلاوات قرآنية، مما يدل على أهمية صوت المرأة في ذلك الوقت. انطلاقًا من النجاح الذي حققه برنامج “دولة التلاوة”، نقترح فتح باب المنافسة السيدات والفتيات لإنشاء مسار خاص بهن ضمن فعاليات المسابقة.
استعادة التراث وتعزيز المواهب
هذا الاقتراح ليس فقط دعوة للمساواة، بل هو استعادة لجزء أصيل من التراث المصري. إضافة فئة السيدات والبنات ستؤكد أن معيار التنافس هو إتقان التلاوة وعذوبة الصوت، مما يعزز قوة مصر الناعمة في خدمة كتاب الله.
رسالة شكر للوزير على اختيار آية عبد الرحمن
واختتمت مرسي بالتأكيد على أن استبدال كفاءة معروفة استناداً إلى الجنس هو خطوة إلى الوراء. وتوجهت بالشكر والتقدير لمعالي وزير الأوقاف، الدكتور أسامة الأزهري، على اختياره الموفق للمقدمة، الذي يرسخ مبدأ أن الكفاءة هي المعيار الوحيد في البرامج الثقافية والدينية.
