مخاطر الذكاء الاصطناعي وكيفية استخدامه بشكل آمن لخدمة البشرية

أكد الدكتور أحمد حسن يوسف، رئيس جامعة السويدي، بوليتكنك مصر «SUTech»، على العلاقة الوثيقة بين الذكاء الاصطناعي والطاقة، مشيرًا إلى أن الذكاء الاصطناعي يُعتبر من أكبر مستهلكي الطاقة، خصوصاً في مراكز البيانات المعتمدة عليه بشكل كبير.
دمج الذكاء الاصطناعي في التعليم
قال يوسف، في حوار مع وكالة أنباء الشرق الأوسط، إن جامعة السويدي، بوليتكنك مصر «SUTech»، تعمل على دمج الذكاء الاصطناعي في جميع مجالات التعليم داخل الجامعة، بغض النظر عن نوع البرنامج. حتى البرامج الفنية في مجالات الفنون والتصميم تستفيد من استخدام الذكاء الاصطناعي.
مخاطر وسلبيات الذكاء الاصطناعي
فيما يتعلق بمخاطر الذكاء الاصطناعي، أكد الدكتور أحمد يوسف أنه يُعتبر مجرد أداة، وتعود سلبياته إلى كيفية استخدامه. إذا استعان شخص ما بالذكاء الاصطناعي لتعلم كيفية صنع قنبلة نيتروجينية، فسيقدم له المعلومات اللازمة، لأنه أداة مثل كل الأدوات التي اخترعها الإنسان.
وأشار إلى أن أخطار الذكاء الاصطناعي تنقسم إلى جانبين: الأول هو تصميمه وتدريبه، حيث قد يتم تزويده ببيانات خاطئة. على سبيل المثال، إذا تم تدريبه على أن علاج الصداع هو شرب السم، فإنه سوف يقترح ذلك عندما يُستخدم كطبيب، مما يُظهر خطورة التعليم هنا. الجانب الثاني يتعلق بكيفية استخدامه لتحقيق منفعة للبشرية، مثل استخدام الديناميت في استخراج المواد الخام أو في الحروب.
رؤية الجامعة وأهدافها
أوضح يوسف أن الرؤية الأصلية للجامعة ترتكز على تخريج طلاب يتمتعون بقدرات عملية عالية، مما يجعلهم جاهزين للتوظيف بشكل أسرع من خريجي الجامعات التقليدية. هذه الرؤية نمت من ملاحظات رجال الصناعة الذين أبدوا انزعاجهم من طول فترة استعداد خريجي الجامعات التقليدية.
أضاف أن الهدف الرئيسي للجامعة هو تخريج طلاب جاهزين للعمل مباشرة. تتطور الأهداف باستمرار لتشمل إشراك الطلاب في مراحل مبكرة مع جهات التوظيف والتعرف على التحديات الحقيقية التي تواجهها تلك الجهات، والعمل مع الأساتذة على حلول فعالة، كذلك تسعى الجامعة لتكون حلقة وصل بين الخبرات الدولية والمحلية.
تحديات سوق العمل
بيّن يوسف أن العامل الذي اعتاد على أداء وظيفته بشكل تقليدي لمدة خمسة عشر عامًا، يواجه الآن تحديات جديدة مع ظهور الذكاء الاصطناعي الذي يقوم بنفس المهام بكفاءة أعلى وفي وقت أقل، مما يستدعي تدخل أساتذة الجامعة لمساعدته.
اتجاهات جامعة السويدي
تتمثل الاتجاهات الرئيسية للجامعة في توفير تعليم سريع يجهز الطلاب للعمل، وتوجيه البحث العلمي التطبيقي نحو حل المشكلات، بالإضافة إلى تقديم خدمات مجتمعية تساعد في تكيف الصناعة والمجتمع مع الذكاء الاصطناعي، وتعزيز الإبداع من خلال تأسيس شركات صغيرة ومبتكرة.
أضاف يوسف: «نطمح أن ننتج جوجل أو فيسبوك جديد. وإذا لم نتمكن من ذلك، نريد أن نساعد الشباب على إنشاء شركات صناعية مبتكرة تتمتع بفروع على مستوى العالم.»
البرامج التعليمية الجديدة
أوضح الدكتور أحمد يوسف أن الجامعة بدأت بتقديم برامج تقنية جذابة، مثل علوم الحاسب، الذكاء الاصطناعي، علوم البيانات، تكنولوجيا المعلومات، وأمن المعلومات، حيث تزداد أهمية حماية مراكز البيانات من الاختراقات الإلكترونية.
كما تتضمن البرامج الإبداعية تصميم المنتجات، متسائلًا عن إمكانية وجود شخصية كرتونية مصرية مثل “ميكي ماوس”.
برامج جديدة وابتكارية
أعلنت الجامعة هذا العام عن إطلاق برامج جديدة، مثل تطوير الألعاب، الذي يجمع بين البرمجة والذكاء الاصطناعي والفنون، وكذلك تكنولوجيا الإدارة الذكية للمياه بهدف الحفاظ على البيئة، بما يتوافق مع خطط مصر للتوسع الزراعي وزيادة الرقعة الخضراء.
كما تعمل الجامعة على تطوير برامج في تكنولوجيا إدارة الأعمال بسبب تحوّل التحويلات المالية إلى النظام الإلكتروني وتحليل البيانات كجزء أساسي من العمل.
التعاون الدولي وتعزيز المهارات
أشار يوسف إلى أن الجامعة تعمل بالتعاون مع جامعة ميونيخ التقنية وشركة فيليبس في مجالات الهندسة التقنية، مثل الهندسة الميكانيكية والميكاترونيكس. هذه الشراكات تعزز قدرة الطلاب على تحقيق فرص عمل أفضل.
استخلص يوسف أن الطلاب أصبحوا مؤهلين للحصول على تجارب دولية، حيث تتطلب الجامعات العالمية مهارات محددة في سوق العمل، مما يمنح الطلاب قيمة مضافة من خلال البرامج التي تتيح لهم الحصول على درجات مزدوجة من جامعتين.
اختتم يوسف حديثه بالتأكيد على أن الطلاب أصبحوا جاهزين لمواجهة تحديات سوق العمل، ولديهم خبرة دولية مبكرة وفهم عميق لأهمية تعلم اللغات وفهم الثقافات، مما يُعزز من نجاحهم في المستقبل.




